تكتب لطيفة الزيات ....
ملحوظة قابلة للتعديل والتحوير 1984
الشيخوخة هى شعور الفرد بأن وجوده زائد عن حاجة البشر ، و أن الستار قد أسدل ولم يعد له دور يؤديه ، وهى الإفتقار إلى معنى الوجود و مبرره الناتج عن هذا الشعور. و الشيخوخة بهذا المعنى حالة ، و ليست مرحلة من مراحل العمر ، وهى حالة نفسية و ليست بالضرورة حالة فيزيائية ، وإن أدت ربما قبل الأوان إلى عوارض فيزيائية. والشيخوخة بهذا المعنى مرض لا يصيب سوى الإنسان المريض. لا يشيخ الإنسان إلا إذا فقد قدراته العقلية أو جانباً من هذه القدرات . قد يطعن الإنسان في السن و يضطر إلى تغيير عدسات القراءة المرة بعد المرة . قد لا تحمله ساقاه و يضطر إلى الإستناد إلى عكاز أو إلى ذراع بشرية ، ولكنه لن يستشعر أبدا برد الشيخوخة ولا الإحساس بإنعدام الوزن ما ظل يناطح ، يبدأ عملا ً و ينهيه ، يقبل تحديا ً فكريا ً او ماديا ً و يتجاوزه ، يتبين منتشيا ً و محتضنا ً للذات المزيد من القدرة على المناطحة ، على المعرفة و على التوصل للهدف. لا يشيخ الإنسان طالما ظل عقله يضفي على وجوده المعنى ، يغنيه بهذا الوهج المتواصل الذي لا يشتعل فجأة ويخمد ، الذي يدفئ و لا يحرق ، هذا الوهج الأزرق زرقة غاز البوتجاز النقي ، الهادئ هدوء اليقين.
ملحوظة قابلة للتعديل والتحوير 1984
الشيخوخة هى شعور الفرد بأن وجوده زائد عن حاجة البشر ، و أن الستار قد أسدل ولم يعد له دور يؤديه ، وهى الإفتقار إلى معنى الوجود و مبرره الناتج عن هذا الشعور. و الشيخوخة بهذا المعنى حالة ، و ليست مرحلة من مراحل العمر ، وهى حالة نفسية و ليست بالضرورة حالة فيزيائية ، وإن أدت ربما قبل الأوان إلى عوارض فيزيائية. والشيخوخة بهذا المعنى مرض لا يصيب سوى الإنسان المريض. لا يشيخ الإنسان إلا إذا فقد قدراته العقلية أو جانباً من هذه القدرات . قد يطعن الإنسان في السن و يضطر إلى تغيير عدسات القراءة المرة بعد المرة . قد لا تحمله ساقاه و يضطر إلى الإستناد إلى عكاز أو إلى ذراع بشرية ، ولكنه لن يستشعر أبدا برد الشيخوخة ولا الإحساس بإنعدام الوزن ما ظل يناطح ، يبدأ عملا ً و ينهيه ، يقبل تحديا ً فكريا ً او ماديا ً و يتجاوزه ، يتبين منتشيا ً و محتضنا ً للذات المزيد من القدرة على المناطحة ، على المعرفة و على التوصل للهدف. لا يشيخ الإنسان طالما ظل عقله يضفي على وجوده المعنى ، يغنيه بهذا الوهج المتواصل الذي لا يشتعل فجأة ويخمد ، الذي يدفئ و لا يحرق ، هذا الوهج الأزرق زرقة غاز البوتجاز النقي ، الهادئ هدوء اليقين.
الشيخوخة و قصص أخرى - دار المستقبل العربي - الطبعة الأولى 1986 - صفحة 55
2 comments:
ياه!
لم أفكر فيها من قبل بهذه الطريقة..
أعتقد إذن أنني شيخ في الخامسة والعشرين من عمري :)
رائعة لطيفة الزيات في تعبيرهاأو قل في إحساسها بالشيخوخة، وشكرا على الاقتباس الجميل، وأطمع في الحصول على أي كتابات للطيفة الزيات في صورة إلكترونية؟
علي
Post a Comment