حُـزْن

قال فريد بعد صمت : أتعرف يا حشمت ما هو أكثر شئ محزن فى هذه الأمور ؟ أبشع ما فيها أنك تألفها. فى السنوات الأولى كان يحطمنى أن أرى مارتين ملقاة فى تلك المصحة تتطلع الىّ ولا تعرفنى . تفتح شفتيها و تخرج تلك الأصوات الغريبة و أسنانها مطبقة على بعضها البعض فتنهمر دموعى. الآن أرى ذلك، أراها و فى عينيها رعب يطفو فجأة وهى تجلس ساكنة فتنتفض و تفر من أمامى. أراها و أرى آخرين معها فى تلك المصحة ، كل ذهب عقله على طريقته فلا تنزل دموعى ولا تتحرك فى قلبى الشفقة. أسأل زملائى الأطباء فيقولون لى هذه حالات ثابته. تلك كما تعرف طريقة للقول انها حالات ميئوس منها. أبشع شئ يا حشمت ليس الحزن و لكن اختفاء الحزن.‏

من قصة ‏ ‏"انا الملك جئت" ‏لبهاء طاهر