يكتب بهاء طاهر فى كتابه "أبناء رفاعة - الثقافة و الحرية"
ومن حسن الحظ أن النديم كان خطيباً عبقريا، بل يرى بعض المؤرخين أنه كان أعظم خطيب عرفه الشرق. وقد استغل قدرته على الإقناع وجولاته فى انحاءالبلاد ليجمع التوقيعات على المنشور الواحد الذى صاغه بنفسه وكان مما جاء فيه "لما كان لا ينتظم نظام العالم ولا يقوم قوام الهيئة الاجتماعية إلا بالعدل والحريه حتى يكون كل انسان آمنا على نفسه و ماله، حراً فى أفكاره و أعماله، مما فيه سعادته و حسن حاله (فإن) هذا لا يتأتى إلا بحكومة شورية عادله لا تشوبها شوائب الاستبداد ولا تتطرق إليها طوارق الفساد....."
وبقدر ما كانت حملة النديم عنيفة على الاستبداد الخديو التركى الأصل و المفاهيم، بقدر ما كان كارها للنفوذ الغربى، وكانت حملته المزدوجة فى مراحل كفاحه المختلفة موجهة ضد الاثنين معاًَ. وكان يسئ الظن الى أبعد حد بنوايا أوروبا فى مصر ويقول عن دولها : " ما هى إلا أسود إن دهمت...إن تمكنت افترست وإن ملكت أساءت السيرة وإن جاورت لم تحفظ الجيرة وإن تداخلت احتالت وإن رأت غرة اغتالت، لا ترانا إلا بعين العدوان ولا تعدنا معها من بنى الإنسان".
ولكن ذلك لا يمنع النديم من أن يرى أن لدى أوروبا أمور يتعين أن نفيد منها ورفضه يختلف تماما عن رفض الجبرتى فى سالف الزمان، فهو يرى مثلاً " أن سبب تقدم الأوروبيين هو إطلاق الحرية فى نشر أفكارهم بين الأمم لإحياء أفكار العامة بإحتكاكها بأفكار العقلاء وبهذه الواسطة ربى الكتاب أبناء الأمم و هذبوهم و نقلوهم من حضيض الجهل و الخمول إلى ذروة العلم و الظهور".
"أما الشرق فقد أخطأ الطريق، فخاف ملوكه من الكتاب و العقلاء فضغطوا على أفكارهم حتى أماتوها فى أذهانهم....ولو قد أطلقوا الحرية لأحيوا الأمم التائهة فى القفار".
"أبناء رفاعة - الثقافة و الحرية"
كتاب الهلال - دار الهلال - أكتوبر 1993
ومن حسن الحظ أن النديم كان خطيباً عبقريا، بل يرى بعض المؤرخين أنه كان أعظم خطيب عرفه الشرق. وقد استغل قدرته على الإقناع وجولاته فى انحاءالبلاد ليجمع التوقيعات على المنشور الواحد الذى صاغه بنفسه وكان مما جاء فيه "لما كان لا ينتظم نظام العالم ولا يقوم قوام الهيئة الاجتماعية إلا بالعدل والحريه حتى يكون كل انسان آمنا على نفسه و ماله، حراً فى أفكاره و أعماله، مما فيه سعادته و حسن حاله (فإن) هذا لا يتأتى إلا بحكومة شورية عادله لا تشوبها شوائب الاستبداد ولا تتطرق إليها طوارق الفساد....."
وبقدر ما كانت حملة النديم عنيفة على الاستبداد الخديو التركى الأصل و المفاهيم، بقدر ما كان كارها للنفوذ الغربى، وكانت حملته المزدوجة فى مراحل كفاحه المختلفة موجهة ضد الاثنين معاًَ. وكان يسئ الظن الى أبعد حد بنوايا أوروبا فى مصر ويقول عن دولها : " ما هى إلا أسود إن دهمت...إن تمكنت افترست وإن ملكت أساءت السيرة وإن جاورت لم تحفظ الجيرة وإن تداخلت احتالت وإن رأت غرة اغتالت، لا ترانا إلا بعين العدوان ولا تعدنا معها من بنى الإنسان".
ولكن ذلك لا يمنع النديم من أن يرى أن لدى أوروبا أمور يتعين أن نفيد منها ورفضه يختلف تماما عن رفض الجبرتى فى سالف الزمان، فهو يرى مثلاً " أن سبب تقدم الأوروبيين هو إطلاق الحرية فى نشر أفكارهم بين الأمم لإحياء أفكار العامة بإحتكاكها بأفكار العقلاء وبهذه الواسطة ربى الكتاب أبناء الأمم و هذبوهم و نقلوهم من حضيض الجهل و الخمول إلى ذروة العلم و الظهور".
"أما الشرق فقد أخطأ الطريق، فخاف ملوكه من الكتاب و العقلاء فضغطوا على أفكارهم حتى أماتوها فى أذهانهم....ولو قد أطلقوا الحرية لأحيوا الأمم التائهة فى القفار".
"أبناء رفاعة - الثقافة و الحرية"
كتاب الهلال - دار الهلال - أكتوبر 1993
1 comment:
لحسن الحظ لدي كتاب (من مجلدين) وهو الأعداد الكاملة لمجلة "الأستاذ" التي كان النديم رئيس تحريرها. المجلة كانت سابقة عصرها من حيث تنوع الموضوعات بل والتنوع في مستويات اللغة المستخدمة. الشيق بالنسبة للنديم أنك يمكنك أن تقرأه من أكثر من منظور (تاريخي، سياسي، الخ) إلا أنه يمكنك قراءته من منظور "استشراقي" (مستخدما مفهوم إدوارد سعيد). سأحاول في مدونتي المشاركة ببعض من مقالات النديم في "الأستاذ" حتى نتعرف أكثر على هذا العملاق الذي ظلمته أجهزة الإعلام لدينا والكتب المدرسية!!
Post a Comment