Thursday, December 30, 2004

صنع الله ابراهيم

ذكرتنى مدونة محمد عن صنع الله ابراهيم بما سيلى

التقيت صنع الله ابراهيم شخصياً قبل ان التقى كتاباته بزمن. كتاباته التى عرّفتنى على القبح كوجه من وجوه الحياه بشكل لم ادرك وجوده من قبل.‏

كنت فى اولى اعدادى، فى الرحله التى تنظمها المدرسه سنويا الى معرض كتاب
القاهره السنوى، واثناء تجولى فيه، دخلت احد اجنحة دور النشر، اعتقد انها كانت "دار الفتى العربى"، ولفت نظرى كتاب عنوانه "اليرقات فى دائره مستمره" ضمن سلسله علميه مبسطه للاطفال فاشتريته.‏

قال لى البائع بعد ان دفعت، " الكاتب موجود هنا" و أشار اليه "اذهب اليه ليوقع لك على الكتاب"‏
ذهبت اليه و ناولته الكتاب
ابتسم و سألنى : لكن لماذا اخترت هذا الكتاب بالذات ، لماذا لم تختر هذا الكتاب مثلا
لا اذكر العنوان بالضبط، كان موضوعه عن النحل، وكان هو كاتبه ايضا فى نفس السلسه، ومكتوب علي غلافه "حاصل على جائزة احسن كتاب .. ....")‏

لم اعرف بماذا اجيبه، ولم أرد.‏

لكنى ادرك اليوم ان اختيارى لهذا الكتاب لم يكن لسبب وجيه، ولم يختلف عن اختيارى لأى كتاب اخر فى هذا الوقت، حتى و لو كان اختيارا خاطئا.‏
وأن السبب كان متعة الحريه، حرية الاختيار التى كنت اتمتع بها ليوم كامل كل عام.‏
حريه كامله لا يقيدها اى شئ حتى ولو كان تعليق على غلاف يقول "حاصل على جائزة ....."أو "ضمن قائمة أحسن المبيعات".‏

فيما بعد بسنين سأربط بين صنع الله ابراهيم وهذا الكاتب الذى سألنى "لماذا اخترت هذا الكتاب بالذات؟" و سأبحث عن الكتاب لأفتحه وأقرأ إهدائه مذيلا بتوقيعه.‏

2 comments:

ايمان said...

و صنع الله ابراهيم هو من عرفني هول الحرب الأهلية و معني أن يتقاتل أهل الوطن الواحد، بيروت بيروت كانت كابوسا ممتعا فتح وعيي و زرع في نفسي بشكل لا يقبل الإقتلاع فكرة حق المواطنة و التمتع بها بعيدا عن مزايدات الانتماء العرقي أو الديني أو المذهبي، وهو أيضا من جعلني أقرأ بعمق تطورات المجتمع في السبعينات في روايته الجميلة (ذات و أخيرا هو من قدم نموذج الشجاعة عندما رفض ذهب المعز

ايمان said...

و صنع الله ابراهيم هو من عرفني هول الحرب الأهلية و معني أن يتقاتل أهل الوطن الواحد، بيروت بيروت كانت كابوسا ممتعا فتح وعيي و زرع في نفسي بشكل لا يقبل الإقتلاع فكرة حق المواطنة و التمتع بها بعيدا عن مزايدات الانتماء العرقي أو الديني أو المذهبي، وهو أيضا من جعلني أقرأ بعمق تطورات المجتمع في السبعينات في روايته الجميلة (ذات و أخيرا هو من قدم نموذج الشجاعة عندما رفض ذهب المعز