Tuesday, December 21, 2004

تكتب لطيفه الزيات

تكتب لطيفه الزيات فى كتابها "أوراق شخصيه - حملة تفتيش" :

1963 - مشروع روايه

القصه قصة فرد فى انحدار، مزدهر فى البدايه و محبوس فى قفص فى النهايه. مزدهر من حيث هو ذاته،مفتوح القلب، معطاء حساس، متفتح على ما هو خارج عنه، ملئ بفرحة الحياه، ومتمتع بكل لحظه من لحظاتها، كريم متفهم، متسامح، لا تقليدى، ذو عقيده، يؤمن بشئ ما أكبر وأهم من وجوده الفردى،ويحظى بالقدره على ان يحِـب و أن يُحَب.‏

و النقطه الرئيسيه من جديد أننا لا نتوصل الى ذواتنا الحقيقية الا إذا ذابت الذات بداية فى شئ ما خارج عن حدود هذه الأنا الضيقه.‏ (الاشاره الى التيمه الرئيسيه لرواية " الباب المفتوح" التى أصدرتها سنة 1960 )‏
ونحن نفقد هذه الذات الحقه حين نصبح محدودين، محبوسين فى قفص، متحلقين حول الأنا، حين نغرق فى بحر من التفاهات، وفى دائرة أبديه خبيثه تستحيل إلى قدرنا و نهايتنا.‏

ونحن إذ ذاك نفقد ذواتنا، لا بمعنى استعارى، بل فعلا وواقعا و شخصياتنا تعانى متغيرات مروّعه الى حد لا نصبح معه بعد ذلك انفسنا. تصبح الكراهيه لا الحب الاحساس السائد فينا، و تأتى التقاليد لنجدة الفرد الذى فقد أخلاقياته و أحكامه الأخلاقيه الحره. يصبح الفرد صغيراً حقيراً، حسودا، مُدِيناً للآخرين، متزمتا أخلاقيا بالمعنى السيئ. ويزدهر مثل هذا الشخص حين يجد الشر فى الآخرين، وكأن وجود هذا الشر يمنحه الثقه بالذات، أو الثقه بأنه وحده دون الآخرين على صواب.‏
وسبب هذا التغيير (اكتب واشطب ما كتبت و انا غير قادره على تبيان اسباب مثل هذا التغيير، و من ثم أجد نفسى فى حدود رصد الأعراض).‏ و اعراض التغيير تتضح فى فقد الاهتمام بالعالم الخارجى، وفى الانغلاق التدريجى فى حاجيات الذات الصغيره.(اتذكر فيما يبدو أنى اكتب روايه ومن ثم اضيف) ويتأتى ان نجد التبرير لهذا التغير فى كل حاله من الحالات الفرديه.‏

والخطأ الذى يؤدى الى سقوط مثل هذه الشخصيه هو ميل عام الى اختيار الطريق الاسهل و الأيسر للخروج من المشاكل.‏وأسهل الطرق هو اللافعل و اللا خروج. تخيف الحياه مثل هذا الانسان وهو غير راغب ولا بقادر على الاشتباك معها من جديد. ويتوهم حين يتنازل كل مره انه أختار راحة البال، و لكنها راحة بال مؤقته تؤدى فى نهاية المطاف الى الاصابه بالشلل او العجز الكامل عن الحركه و الفعل.‏

4 comments:

حـدوتـة said...

gamila...el kalam da sa7ee7 betaree2a modhesha...betaree2a ma-khataretsh 3ala bali abl keda...

lazem ageeb el ketab ba2a!

Mohammed said...

أكثر الأجزاء التي علقت بذهني من كلماتها هي عندما تروي كيف انها رات أنها فقدت نفسها عندما انغمست في حياة طبيعية للغاية مع زوج يحبها و تحبه ... لا أذكر هل لامت نفسها أم لامته على تنويمها بابعادها عن لطيفة القديمة...

Ahmed Nasr Agiza said...

اعتقد انها لامته و لامت نفسها
احس دائما ان سيرتها الذاتيه من اجمل و اصدق السيؤ الذاتيه

ايمان said...

قيد لقمة العيش و تربية الاولاد و المشي جنب الحيط، و السكوت حتي الموت،
و عندها ندرك كيف أجرمنا في حق ذاتنا كما كان يجب أن تكون و أيضا في حق أطفالنا الذين اسلمناهم بضعفنا هدايا مغلفة للقهر و الذل و الموت الابدي، يكون الوقت قد شارف علي الانتهاء